جريمة غزة والعجز العربي

تتعرض غزة منذ السبت الماضي 27/12/2008 لعدوان همجي بربري إسرائيلي راح ضحيته مئات الشهداء وعدد أكبر من مئات الجرحى ,هذه الجريمة تمت تحت سمع وبصر العالم أجمع ,في واحدة من أكبر جرائم العصر وحشية وخاصة أنها تجري أمام شاشات التلفزة ويشاهدها العالم لحظة بلحظة ,ولقد تذكرت الإدارات الغربية المنافقة حتى أقامت الدنيا ولم تقعدها على جرائم حرب وقعت في دارفور لم نرى منها صورة واحدة حتى الآن في حين أن صور مئات الشهداء الفلسطينيين نشاهدهم في نفس لحظة قتلهم أو بعدها بدقائق ولم يتحرك لهم ساكنًا مما يجعلهم بحق شركاء في الجريمة بالتواطؤ والصمت وأحيانا كما تفعل الإدارة الأمريكية المرتحلة بالدفاع عن هذه الجرائم تحت عنوان بات مستفزًا وهو الدفاع عن النفس أو حين قالت ميركل مستشارة ألمانيا بأن حركة حماس هي المسئولة عن هذا العدوان ,فالحقيقة أن تلك الإدارات استخفت بعقولنا جميعا بموقفها هذا .

لكن ما هو الموقف العربي وهو الأهم قبل الموقف الغربي والعالمي ,فالموقف العربي الرسمي يتراوح بين مكانين بين العجز والتواطؤ ,وبسبب الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس فهناك انقسام في الإدارات العربية بسبب دعم هذا الطرف أو ذاك ومعاداة الطرف الآخر ,وبسبب ارتباط حماس بالإخوان وصراع الإخوان على سبيل المثال مع السلطة في مصر فقد التبس الموقف سواء الرسمي المصري أو الشعبي الإخواني كل طرف يسعى لتوظيف المشكلة في صراعه السياسي مما أضر بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وكافة أهلنا المحاصرين في غزة ,وإن كانت السلطة في مصر غير مشاركة في العدوان وهو أقرب إلى المنطق فهي مطالبة برد الإهانة التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية بالقيام بهذا العدوان بعد زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية لمصر ,كما فعلت تركيا وهي الأقرب في العلاقات مع إسرائيل فقد قال وزير خارجيتها على بابا جان أن قيام إسرائيل بعدوانها على غزة بعد زيارة أولمرت لتركيا بثلاثة أيام هو عدم احترام لتركيا وقد أوقفت تركيا اتصالاتها مع إسرائيل بخصوص عملية السلام ,ولذلك فأقل رد فعل مناسب هو سحب السفير المصر من تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وبتطبيق قرار محكمة القضاء الإداري بوقف تصدير الغاز لإسرائيل .

وكذلك الأنظمة العربية الأخرى ليست مبرئة من حالة العجز والضعف فليس مطلوبا من قطر أن ترسل مساعدات إنسانية جوًا وبحرًا فقط لكن مطلوب منها غلق مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة ووقف الاتصالات الودية المتبادلة بينهما ,وكذلك باقي دول الخليج مثل السعودية والإمارات والكويت وغيرها تستطيع إن أرادت أن تظهر غضبًا حقيقيًا للإدارة الأمريكية لتضغط على إسرائيل لوقف عدوانها .

أما عن رد الفعل الشعبي رغم وقوعه فهو أدنى بكثير من فداحة الحدث وهمجيته لذلك الشعور الذي يعترينا جميعًا بالعجز عن فعل شئ إيجابي مؤثر يغير من الأحداث هو شعور مؤلم فأكثر ما يؤلم الأحرار الشعور بالعجز عن نصرة الضعفاء والمحتاجين وخاصة إن كانوا إخوانه وأهله وعشيرته .

أبو ناصر
لاحول ولاقوة الا بلاه وشكاكرك وتقبل تواضعي
محبك///دحوم///