المظاهرالاجتماعية البراقة

المظاهرالاجتماعية البراقة

نعم.. هناك بيننا أناس مرضى بالمظاهر الاجتماعية, نسألالله أن لا نكون منهم يوماً ما..
من هم هؤلاء؟ و ما هي أعراض مرضهم؟ ما هي المشكلة؟

سأتحدث عن النساء , كونهن أكثر المعرضين للإصابة بهذا المرض الخبيث!!..
كثير من النساء تستهويهم المظاهر الاجتماعية, من لباس, حفلات, موضات, تقليعات جديدة, هدايا و مجاملات... هذا الأمر يبدو حتى الآن طبيعياً, لكن المشكلة تبدو كبيرة عندما يصبح الشغل الشاغل لهن هو هذه المظاهر الاجتماعية. كيف أبدو بشكل جميل و جذاب أمام الناس و لو كان على حساب أمور عدة أهمها المبدأ الديني و الأخلاقي و الطاقة المادية و الاقتصادية..

• مرضى الماركات: تسعى كثيرات لتقليد الثريات في لباسها كي لا تبدو أقل من غيرها, فلا تشتري ملابس من محلات رخيصةالثمن و إن كانت ذات جودة و أناقة.. أن الأمر يبدو لها مثار للشفقة و مخجل.. إنهاتستحي أن تذكر سعر القميص إذا كان رخيص الثمن!. ملابسها يجب أن تكون غالية و ماركةو إن بدت غير مرتبة و غير أنيقة فهي بذلك تساير ثقافة العصر و تقليعاته الجديدة.
تحرص دوماً على أن تكون ساعتها من الألماس, وإن كان مستواها مستوى ذهب فقط, فمعظم زميلاتها في الدراسة, يرتدون الألماس و مختلف الجواهر الثمينة, لكنهن ثريات جداً و يحبون التباهي بثرائهن, لكنها تشعر بالنقص من كونها اقل منهن في المستوى, كيف سترد عليهم إذا سألنها عن هدايا زوجها؟ لماذا لا يقترض لها زوجها ألفي ريال ليشتري لها ساعة الماس "ماركة" في عيد زواجهم ليعبر بذلك عن حبه لها؟!!.

• مرضى حفلات الاستقبال: دخلت علينا عادة جديدة تسعى إليها معظم النساء, هذه العادة
او الموضة أو التقليعة الجديدة, فيها مزيج من عراقة الماضي و حداثة اليوم, حفلات استقبال بمناسبة الزواج , و حفلات استقبال بمناسبة الانتقال لمنزل جديد, و حفلات استقبال بمناسبة المولود الجديد, و حفلة استقبال بمناسبة العودة من السفر ...الخ من حفلات في مضمونها لا تعني سوى.. انظروا إلي إنني امرأة راقية, لدي ذوق رفيع جداً... قلت إنها حفلات تمزج بين الماضي و الحاضر, ذلك ان النساء قديما كن يتزاورن في مناسبات عدة كالزواج و المواليد الجدد و العودة من السفر و عيادة المريض. إلا إنهن في الواقع لا يكلفن أموالا باهظة في حضور هذه الزيارات, إن حضوركِ لحفلة استقبال لامرأة من نوعِ راق سيكلفك أكثر مما تتصورين, عليك أن تحجزي لصالون مميز و ترتدين أفضل الفساتين, فالحاضرات من مستوى غير عادي, و حضورك للحفل لن يكون هكذا صفراليدين و إنما لا بد من هدية مميزة بمستوى صاحبة الحفل و بمستوى بوفيه العشاء الراقي من افخم الفنادق. باختصار, حضورك لن يكون لله في الله و إنما للمظهر الاجتماعي فقط!...

• مرضى الهدايا الثمينة: تهادوا تحابوا هذا شيء صحيح.. و الهديةتجلب المحبة بلا شك.. لكن ليس بالشكل المخيف اليوم, أصبحت بعض النساء يتهربن من الزيارات الاجتماعية خوفاَ من تقديم هدية؟ لماذا يجب ان تكون الهدية غالية الثمن جداً؟ لماذا لا تكون معقولة و تعبر في نفس الوقت عن ذوق صاحبتها و تقديرها للآخرين؟ لماذا لا تكون هناك بساطة في الهدية؟

و سؤال اخير: لماذا اقدم هدية فوق مستوى طاقتي المادية لان صديقتي المليونيرة قدمت لي هدية ثمينة جداَ؟

بعدذكر هذه الإشارات اود ان أشير الى ان هذه الأعراض تبدو مؤشرات لمرض المظاهرالاجتماعية, تلك الملامح للمجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه, و مرضى المظاهرالاجتماعية في نظري يعيشون أزمة روحية تتعلق بشعورهم بالنقص و حب تقليد الآخرين في كل شيء و هو أمر غير مقبول دينياً و لا منطقياً... إذ من المهم للفرد ان يسعى لتدعيم فكره و مظهره معاً و ليس المظهر فحسب.. و أن يسعى الفرد ايضاً لإرضاء ربه وذاته قبل إرضاء الآخرين و كسب محبتهم و تقديرهم... من المهم للفرد أيضاً أ، يقنع بالشيء المعقول و الذي هو في حدود مستواه المادي و لا ينظر لخيرات الآخرين و ترفهم تبذيرهم... باختصار أن ينظر للفعل الصحيح من وجهة نظر الدين و المنطق و الفكرالسليم.. ويودع العادات الدخيلة و الخزعبلات الاجتماعيةالضارة..

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
				1	2	3
4	5	6	7	8	9	10
11	12	13	14	15	16	17
18	19	20	21	22	23	24
25	26	27	28	29	30